هو الدهر لم يترك مَشـَنَّ
غــــواره على سـابـق مـن
ليلــه أو نهــاره
يثير غبار الحادثات
بكـــــــرِّه و هـل نحـن
إلا مـن مثـار غبــاره
و كم عبرٍ مطوية في
صروفـــــه فهـل مـن مجيـل
فيه طـرف اعتبـاره
خليلي إن الأرض غربال
قـــــدرة تجمعـت
الأحيــاء بيــن إطـــاره
تميد به كف الزمان
تحركـــــــاً لمحـو ضعيـف
أو لإثبــات فـــاره
فيبقى به الأقوى قرين
ارتقـــــانه كمـا يسقـط
الأوهـى رهيـن انـدثـاره
فلا عيش في الدنيا لمن لم يكن
بـــها قـديراً علـى دفـع
الأذى و المكـــاره
أرى الشمس تخفي ضوءها كل
شـارق و إن كان ينبو
الطـرف عـن مستنــاره
و ما ذاك إلا أنها في
تلهــــــب يمـوج بنـور
سـاطـع و قـدٌ نـــاره
فلم يستطع نجم طلوعاً
تجاهـــــها إذا لـم يعـد
بالليـل غـبَّ اعتكـــاره
كذاك ضعيف القوم إن كان
جـــاره قويـاً يكـن شلـوا
أكيــلا لجـــاره
و ما الليث لولا بأسه في
عرينــــه بأشـرف من ضبِّ
الفـلا في وجـــاره
و من غاور الأيام غير
مدجَّـــــج فلا يطمعـن في
مغنـم مـن مغـــاره
لك الخير هل للشرق يقظة
ناهـــض فقـد طال نـوم
القـوم بيـن ديـــاره
ألم تر أن الغرب أصلت
سيفـــــه عليهـم و هـم
لاهـون تحت غــراره
و بادرهم كالسيل عنـد
انحــــداره و هـم في
مهـاوي غفلـة عـن بـداره
أما آن للساهين أن يأبهوا
لــــــه و قد أصبحوا في
قبضة مـن إســـاره
تراهم جميعاً بين حيوان
واجـــــمٍ و آخر يطري
مـاضياً مـن فخـــاره
|